جنى سيد
¤° مشرفه عامه °¤
عدد المساهمات : 248
| موضوع: قبسات من سورة ق الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 7:14 pm | |
|
أولاً: قاعدة جليلة فى الانتفاع بالقرءان وشروطه
اذا أردت الانتفاع بالقرءان فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألق سمعك, ,احضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه اليه, فانّه خطاب منه لك, على لسان رسوله, قال تعالى:{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ {ق/37}".
وذلك أن تمام التأثير لمّا كان موقوفا على مؤثر مقتض, ومحل قابل, وشرط لحصول الأثر, وانتقاء المانع الذي يمنع منه, تضمّنت الآية بيان ذلك كلّه بأوجز لفظ وأبينه, وادلّه على المراد.
فقوله تعالى:{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى } إشارة إلى ما تقدّم من أوّل السورة إلى ها هنا وهذا هو المؤثّر.
وقوله:{ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } فهذا هو المحل القابل, والمراد به القلب الحيّ الذي يعقل عن الله, كما قال تعالى:{ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ * لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ {يس/7069}. أي حي القلب.
وقوله: { أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ } أي وجّه سمعه وأصغى حاسّة سمعه الى ما يقال له, وهذا شرط التأثّر بالكلام.
وقوله: { وَهُوَ شَهِيدٌ } أي شاهد القلب حاضر غير غائب.
قال ابن قتيبة: " استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم, ليس بغافل ولا ساه". وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير, وهو سهو القلب, وغيبته عن تعقّل ما يقال له, والنظر فيه وتأمّله. فاذا حصل المؤثر وهو القرآن, والمحل القابل وهو القلب الحي, ووجد الشرط وهو الإصغاء, وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب, وانصرافه عنه الى شئ آخر, حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكّر.
فإن قيل: إذا كان التأثير إنما يتم بمجموع هذه, فما وجه دخول أداة "أو" في قوله "أو ألقى السمع", والموضع موضع واو الجمع لا موضع "أو" التي هي لأحد الشيئين.
قيل: هذا سؤال جيّد والجواب عنه أن يقال: خرج الكلام ب"أو" باعتبار حال المخاطب المدعو, فان من الناس من يكون حي القلب واعيه, تام الفطرة, فإذا فكّر بقلبه, وجال بفكره, دلّه قلبه وعقله على صحّة القرءان, وأنه الحق, وشهد قلبه بما أخبر به القرآن, فكان ورود القرآن على قلبه نورا على نور الفطرة, وهذا وصف الذين قيل فيهم: "وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ {سبأ/6}، وقال في حقّهم: " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {النور/35}".
فهذا نور الفطرة على نور الوحي, وهذا حال صاحب القلب الحيّ الواعي.
قال ابن القيّم: وقد ذكرنا ما تضمّنت هذه الآية من الأسرار والعبر في كتاب "اجتماع الجيوش الاسلامية لغزو المعطّلة والجهميّة" ص 7-8. فصاحب القلب يجمع بين قلبه وببن معاني القرءان, فيجدها كأنها قد كتبي فيه, فهو يقرؤها عن ظهر قلب. ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد, واعي القلب, كامل الحياة, فيحتاج الى شاهد يميّز له بين الحق والباطن, ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وذكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الواعي الحي, فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام, وقلبه لتأمّله, والتفكر فيه, وتعقل معانيه, فيعلم حينئذ أنه الحق.
فالأول: حال من رأى بعينه ما دعى اليه وأخبر به. والثاني: من علم صدق المخبر وتيقّنه, وقال يكفيني خبره, فهو في مقام الإيمان, والأوّل من مقام الاحسان. وهذا قد وصل الى علم اليقين, وترقى قلبه منه إلى منزلة عين اليقين, وذاك معه التصديق الجازم الذي خرج به من الكفر ودخل به في الإسلام.
فعين اليقين نوعان: نوع في الدنيا, ونوع في الآخرة, فالحاصل في الدنيا نسبته إلى القلب كنسبة الشاهد الى العين. وما أخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار, وفي الدنيا بالبصائر, فهو عين اليقين في المرتبتين.
ثانياً:عقبات فى طريق الانتفاع بالقرءان
1- الاهتمام بالشكل فقط (أحكام التلاوة) دون المضمون والمعنى: وهذا ليس هو المطلوب لقوله تعالى: "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا" {النساء/82}. فبركة القرءان وخير القرءان يحصل لمن فهم معانيه دون من توقف عند مجرد ألفاظه فحسب. 2- الخوف من تدبر القرءان: لاستشعار القارئ عدم أهليته لذلك أو لخوفه من الوقوع تحت طائلة قوله صلى الله عليه وسلم: "من قال في القرآن برأيه ، أو بما لا يعلم ، فليتبوأ مقعده من النار". الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/45 خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة إلى صحته]. ولكن لابد من تدبر القرءان فقد قال الله تبارك وتعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا {محمد/24}. قال ابن هبيرة: " ومن مكائد الشيطان تنفير عباد الله من تدبر القرءان لعلمه أنه الهدى ولأن الهدى واقع عند التدبر فيقول: هذه مخاطرة حتى يقول الانسان أنا لا أتكلم فى القرءا ن تورعاً. ولقد حذر ابن القيم فى كتاب التبيان تحذيرا شديدا يساعدنا على اجتياز تلك العقبة فقال: وقال ابن القيم : " من قال : إن له تأولاً لا نفهمه ، ولا نعلمه ، وإنما نتلوه متعبدين بألفاظه ، ففي قلبه منه حرج ".
3- القصور فى إدراك مفهوم التدبر وطبيعته: فالبعض يعتقد أن مفهوم التدبر هو إعمال العقل فى كل كلمة من كلمات القرءان وأن يكون مدققاً تدقيقاً شديداً ويغوص فى المعانى مما يجعل التدبر عملية غاية فى المشقة. وليس هذا هو المطلوب فتدبر القرءان وسيلة إلى دوام التذكر بما هو مطلوب منا فنقرأ وكلما وقفنا على آية معينة واستشعرنا أن فيها معنى معيناً وراجعنا فيها كتب العلم فهذا هو المطلوب. وينصح الشيخ بأن ننتهى من كتاب من كتب التفاسير الميسرة مثل أيسر التفاسير أو تفسير السعدى فى مدة لا تتعدى عاماً.
4- الوقوف عند فترة زمنية محددة لختم القرءان: "لايكن هم أحدكم آخر السورة" و إنما عليه أن ينشغل بما يؤثر فيه. 5-أمراض القلوب: من كبر وعجب ورياء وحب الدنيا ونحوها. فالقرءان دواء لأمراض القلوب فقوة نوره تخترق الظلمات فتبددها وتحرق ما يقابلها من شهوات وشبهات. قال تعالى: "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ" {الأنبياء/18}، لكن فى البداية يجد نور القرءان بعض الصعوبة فى الدخول إلى قلب قد امتلأ بالظلمات وآثار المعاصى والغفلات، وعلى الإنسان حالتئذٍ أن يصبر وأن يجتهد المرة تلو الأخرى فى إدخال هذه الآية إلى قلبه حتى يصفو فمن صَفى صُفى له والتخلية قبل التحلية مع شئ من الوقت سيجد أثر القرءان شافيا ًلما فى صدره بإذن الله.
6- الانشغال ببعض الأمور والعلوم والمعارف الأخرى عن القرءان: والمطلوب أن ينشغل الإنسان الانشغال الحقيقي بالقرءان.
صور الانشغال بالقرءان: 1- العناية بمعانيه ومواعظه وجوانب هدايته وأن يمتلئ قلبه بتلك المعانى وتتمكن من عقله الباطن. 2- حمل معانيه إلى الناس ودعوتهم إلى الجلوس المباشر معه وإزالة الحاجز النفسى بينهم وبينه لنعمل بقول النبى صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". الراوي: عثمان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1452 خلاصة الدرجة: صحيح 3- تعريف الناس برب الناس عن طريق القرءان: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {فصلت/53}". 4- السعى الدؤؤب لتحويله إلى واقع ملموس حتى لا يكون مجرد كتاب يتبرك به وإنما هو دستور الأمة. انتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثانى بإذن الله
| |
|
جنى سيد
¤° مشرفه عامه °¤
عدد المساهمات : 248
| موضوع: رد: قبسات من سورة ق الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 7:29 pm | |
| ثالثاً: الوسائل العملية للانتفاع بالقرءان
1- الدعاء والتضرع إلى الله تبارك وتعالى أن يسلم قلوبنا وأن يثلج صدورنا بكلامه تبارك وتعالى: " اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي". 2- أن تضع القرءان الكريم على أعلى سلم الأولويات فأول العلم تدبر وتعلم وحفظ القرءان. 3- سلامة النطق والترتيل: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا {المزمل/4}" فالترتيل الجيد يساعد على فهم القرءان فمن فوائده أنه يستثير المشاعر وبه يتحقق الانفعال الوجدانى والتدبر العقلى: فتلاوة القرءان حق تلاوته - كما يقول الغزالى- أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل وحظ العقل تفسير المعانى وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزعاج والائتمار فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ. 4- مداومة التلاوة اليومية وتهيئة الجو المناسب حال التلاوة والتركيز فى القراءة. 5- التجاوب مع القراءة بتكرارالآية فيحضر القارئ حضور المخاطب. 6- استصحاب معنى من المعانى الإيمانية مثل الحياء من الله تبارك وتعالى أو السكينة أو اللطف أو الحب أو الخوف والوعيد وتأمل الآيات التى تدل على هذه المعانى. معادلة مهمة: قرءان+قلب حى+ إصغاء+ بعد عن السهو والغفلة = يحصل الأثر وينتفع القلب ويتذكر
رابعاً: حب القرءان
1-آلة فهم القرءان وتدبره هى القلب:
قد دل على ذلك نصوص كثيرة ، الآيات القرآنية منها تزيد على مائة آية منها:
1- قول الله تعالى:" إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ " (الكهف-57 ) . 2-وقوله تعالى : "أََفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" (الحج-46 ) . 3 -وقوله تعالى: "مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ " (الأحزاب-4).
2-القلب بيد الله وحده لا شريك له:
يفتحه متى شاء ويغلقه متى شاء ، بحكمته وعلمه سبحانه: 1 -قال الله تعالى : "وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهَِ" (الأنفال-24). 2 - وقال تعالى : " إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه " (الكهف-57). 3 -وقال تعالى : "سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون " (الأعراف-164). وقد جعل لذلك أسبابا ووسائل ، من سلكها وفق ، ومن تخلف عنها خذل، فتذكر وأنت تحاول فهم القرآن أن القلوب بيد الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن . كقلب واحد . يصرفه حيث يشاء . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم ! مصرف القلوب ! صرف قلوبنا على طاعتك". (الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2654 خلاصة الدرجة: صحيح) ، وأن الله يحول بين المرء وقلبه ، فليست العبرة بالطريقة والكيفية ؛ بل الفتح من الله وحده ، وما يحصل لك من التدبر فهو نعمة عظيمة من الله تعالى تستوجب الشكر لا الفخر ، فمتى أعطاك الله فهم القرآن ، وفتح لك معانيه ، فاحمد الله تعالى واسأله المزيد ، وانسب هذه النعمة إليه وحده ، واعترف بها ظاهرا وباطنا.
3-علاقة حب القرءان بالتدبر:
من المعلوم أن القلب إذا أحب شيئا تعلق به ، واشتاق إليه ، وشغف به ، وانقطع عما سواه ، والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته ، واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين ، والفهم العميق ، وبالعكس إذا لم يوجد الحب فإن إقبال القلب على القرآن يكون صعبا ، وانقياده إليه يكون شاقا لا يحصل إلا بمجاهدة ومغالبة ، وعليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى وأعلى مستويات التدبر، وحب القرءان ينشأ عن حب الرحمن فالقرءان صفة من صفات الرحمن (وهى الكلام)، ومحبة الرحمن تنشأ عن الوصال والمناجاة والتضرع بالسجود ومشاهدة نعم الله علينا.
4-حب القرءان له علامات منها:
1-الفرح بلقائه. 2-الجلوس معه أوقاتا طويلة دون ملل. 3- الشوق إليه متى بعد العهد عنه وحال دون ذلك بعض الموانع ، وتمني لقائه والتطلع إليه ومحاولة إزالة العقبات التي تحول دونه. 4-كثرة مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه فيما يشكل من أمور الحياة صغيرها وكبيرها. 5-طاعته ، أمرا ونهيا. هذه أهم علامات حب القرآن وصحبته ، فمتى وُجدت فإن الحب موجود ، ومتى تخلفت فحب القرآن مفقود ، ومتى تخلف شيء منها نقص حب القرآن بقدر ذلك التخلف. قال أبو عبيد : "لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرءان فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله". وسائل تحصيل حب القرءان
الوسيلة الأولى: التوكل على الله تعالى والاستعانة به:
الدعاء بحب القرآن أمر عظيم، من استجيب له سعد في حياته سعادة لا يشقى بعدها أبدا ، ومن رزقه الله حب القرآن فقد رزقه الإيمان ،وسهل له طريق الجنان، وما دام الأمر بهذه الأهمية فإننا لم نترك فيه هملا فقد بينه الله ورسوله لنا أوضح بيان وهو في أربعة أمور: 1-الأول: الفاتحة 2-الثاني: الاستعاذة 3-الثالث: البسملة 4-الرابع: دعاء حب القرءان
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال : ( اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرءان ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ) . إلا أذهب الله عز وجل همه ، وأبدله مكان حزنه فرحا . قالوا : يا رسول الله ! ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات ؟ قال : أجل ! ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن".
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1822-خلاصة الدرجة: صحيح.
الوسيلة الثانية: فعل الأسباب وخير الأسباب العلم ووسيلة القراءة أو السماع عن عظمة القرءان:
أي القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة وأقوال السلف في تعظيمهم للقرآن وحبهم له. أقترح على كل راغب في تحصيل حب القرآن أن يضع له برنامجا يتضمن نصوصا من القرآن والسنة وأقوال السلف ، فيها بيان لعظمة القرآن ومكانته.
أمثلة من أقوال سلفنا الصالح عن القرءان:
1-قال إبراهيم النخعى: "كانوا يكرهون أن يصغروا المصحف". 2-قال عبد الله العمرى: سمعت عبد الرحمن يقول:"أكثر قراءتك للقرءان فإنه يقودك للجنان". 3- سئل ذو النون ما الأنس بالله؟ فقال: العلم والقرءان. 4- قال سفيان بن عيينة: "من أحب القرءان فقد أحب الله".
خامساً: المقاصد الصحيحة لتلاوة القرءان
1-قراءة القرءان لأجل العلم. 2-قراءة القرءان بقصد الثواب. 3- قراءة القرءان بقصد العمل به. 4- قراءة القرءان بقصد مناجاة الله. 5- قراءة القرءان بقصد الاستشفاء به.
سادساً: المقاصد المذمومة لتلاوة القرءان
1- أن يأكل به أو يطلب به عرضاً من أعراض الدنيا. 2- أن يقرأه ليعترض على نصه كما يفعل المنافقون.
قال العلماء : الأعمال يضاعف ثوابها عند الله تبارك وتعالى بثلاثة أمور:
1- شرف الزمان 2- شرف المكان 3- شرف الشخص
انتهى الجزء الثانى ويليه الجزء الثالث بإذن الله
| |
|
جنى سيد
¤° مشرفه عامه °¤
عدد المساهمات : 248
| موضوع: رد: قبسات من سورة ق الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 7:32 pm | |
| سابعاً: الفوائد العلمية المستفادة من سورة (ق)
1- اعجاز القرآن وبيان عظمته. 2- القران الكريم كتاب: مجيد ، عزيز (منيع من الباطل-غالب وقاهر-ولا يستطيع كائن أن يتناوله بتحريف أو سوء) ، كريم ، جامع لكل ما يحمد ، فيه البيان والهدى ومعاني الحكمة وكريم الأخلاق ومعالى الأمور.
3- كل من تقرب إلى القرءان ناله هذا الكرم فيكرم صاحبه وحافظه وتاليه، ومن ينال المجد الحقيقي هو القرب للقرءان. 4-من أسماء القرآن : الفرقان (لأنه يفرق بين الحق والباطل والخير والشر)، والكتاب (لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ وفي المصاحف)، والذكر (لأنه ذكر من الله جل ذكره ولأنه ذكر وشرف وفخر لمن آمن به). 5- أن الله سبقت حكمته أن ينزل الكتاب على الرسل ليكون هناك اتصال بين الأرض والسماء, ومن أنكر السنة فإنه يناقض الحكمة.
6- من ينكر البعث فهو كافر. 7- وجوب الإيمان بالبعث وأن هذا أحد أركان الإيمان. 8- جمعت هذه السورة:
§ أصول الإيمان وهي:
- تقرير المبدأ والمعاد - التوحيد - النبوة - الإيمان بالملائكة - انقسام الناس الى شقي وسعيد
§ إثبات صفات الكمال لله وتنزيهه عما يضاد كماله من النقائص والعيوب.
§ ذكر القيامتين : الصغرى والكبرى والعالمين الأكبر وهو عالم الآخره والأصغر وهو عالم الدنيا
§ ذكر فيها خلق الانسان ووفاته وإعادته وحاله عند وفاته ويوم معاده واحاطته سبحانه به من كل وجه حتى علم بوساوس نفسه.
9- منكري البعث مآل شبهاتهم إلى ثلاثة أمور:
(1) اختلاط أجزائهم بالأرض على وجه لا يتميز (2) أن القدرة لا تتعلق بذلك (3) أن ذلك أمر لا فائدة فيه
10-براهين المعاد فى القرءان مبنية على ثلاثة أصول هى:
-كمال العلم -كمال القدرة -كمال الحكمة
11- عموم علم الله تعالى لكل شيء.
12- كمال قدرة الله تبارك وتعالى وعلمه وحكمته. 13- وجوب التفكر والنظر فى آيات الله الكونية. 14- من يتأمل فى قدرة الله تبارك وتعالى ومخلوقات الله وعظمتها فإن ذلك من علامات العقل الصحيح. 15- للقرءان الكريم سبع طرق لإثبات البعث وهى:
§ آيات صريحة تدل على أن الله يبعث من فى القبورمنها:
-وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {الأنعام/36}. - وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ {إبراهيم/87}. - أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ {المطففين/4}.
§ أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقسم بالله على ذلك :
- "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {سبأ/3}" - "وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ {يونس/53}"
§ التذكير بالمشهد الأول لخلق الإنسان : "وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {يس/78}"
§ الاستدلال بإنبات النبات على احياء الأموات: " فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {الروم/50}"
§ الإشارة ولفت الانظار إلى خلق السماوات
" : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {الأحقاف/33}" وذلك باستخدام قياس الأولى.
§ تنزيه الله تعالى عن العبــث: " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ {23/115}"
§ تنزيه الله تعالى عن الظلم : " أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ {السجدة/18}"
§ ذكر وقائع وأحداث يستدل بها على البعث كما في:
- قصة قتيل بني اسرائيل في سورة البقرة : قال تعالى : " وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ {البقرة/72}".
- قصة سيدنا إبراهيم والطير الأربعة : قال تعالى : " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {البقرة/260}"
وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ {2/243}". - قصة أصحاب الكهف.
- قصة الذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها :" أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {البقرة/259}".
§ ذم المكذبين بالبعث: " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ {الأنعام/31}.
16- منهاج النبوة واحد وهي الدعوة الى التوحــــيد ونبـــذ الشـــرك ومعالى الأخــــــــلاق.
17- أن كثيراً من الأمم كذبت رسلها كما قال ورقة ابن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم : لم يجيء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي.
18- أن الله قد أنذر المكذبين بإرسال الرسل وإنزال الكتب.
19- أن الله تبارك وتعالى لا يهلك القرى حتى يرسل إليهم الرسل: " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {الإسراء/15}"- " وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ * ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ {الشعراء/209-208}-" وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ {القصص/59}"
20- أن من كذب رسولاً واحداً فقد كذب بجميع الرسل لأن التكذيب ليس لشخص النبى ولكن لدعوى النبى.
21- شدة العقوبة من الله تعالى للمكذبين.
22- أن الله تبارك وتعالى يقص علينا خبر الأمم السابقة للعبرة والعظة: " فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {الأعراف/176}"- " وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الأحقاف/27}"- " فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ {الحج/45}". 23- تنزيه الله تعالى عن النقص والعيب والتعب. 24- وجوب إثبات صفات الكمال لله جل وعلا. 25- يخبر الله تعالى عن قدرته على خلق الانسان ، ويعلم عنه كل شيء ، فهو خالقه : " أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ {الملك/ 14}.
26-هذه الايات تثبت بالدليل الساطع أن النفخ في الصور سيحصل يوم القيامة وسيقوم به اسرافيل ، والنفخ قولان : قول بأنه نفختان ( نفخة الصعق – نفخة البعث) ، وقول آخر أنه ثلاث نفخات : ( نفخة الفزع - نفخة الصعق – نفخة البعث). 27- اثبت اسم جهنم اسماً من أسمار النار.
28- تحريم اتخاذ الهة مع الله ومن فعل ذلك فهو كافر مصيره جهنم، قال تعالى :" وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ {الذاريات/51}". 29- أن الشيطان يتبرأ ممن عبده وأطاعه. 30-أن الله تعالى منزه عن الظلم. 31- رؤيا المؤمنين لربهم في الجنة عياناً يكلمهم ويكلمونه فهذا من عقيدة أهل السنة والجماعة والأدلة على ذلك كثيرة منها:
- قوله تعالى: " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {القيامة/23،22}. - قوله تعالى: "كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ {المطففين/15}: ولقد احتج الإمام الشافعى وغيره من الأئمة على أن الرؤيا لأهل الجنة وأن أهل الكفر والنفاق هم الذين سيحجبون فلن يروا ربنا ولن يتجلى لهم ربنا وإنما يتجلى لأوليائه حتى يروه.
قوله تعالى: "لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ {يونس/26}" : قال أهل العلم أن الزيادة هى النظر إلى وجه الله الكريم. -قول النبى صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أهل الجنة الجنة ، قال يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار . قال فيكشف الحجاب . فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل . وفي رواية : وزاد : ثم تلا هذه الآية : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } [ 10 / يونس / الآية - 26 ] .
الراوي: صهيب بن سنان الرومي القرشي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 181 (خلاصة الدرجة: صحيح).
- عن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ نظر إلى القمر ليلة البدر ، قال : ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ، وصلاة قبل غروب الشمس ، فافعلوا ) .
الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7434 (خلاصة الدرجة: صحيح).
- قال أناس : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال : ( هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ) .
قالوا : لا يا رسول الله ، قال : ( هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ) . قالوا : لا يا رسول الله ، قال : ( فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك..... الحديث).
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6573 (خلاصة الدرجة: صحيح). -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سترون ربكم عيانا"
الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7435 (خلاصة الدرجة: صحيح).
32-هلاك كثير من الأمم والقرى يكون بسبب الذنوب والكفران ومن الآيات الدالة على ذلك: - وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ {الأنبياء/11}. - وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا {الإسراء/58}. - فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ {43/55} فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ {الزخرف/56}. - وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا {الكهف/59}.
33- أخبر تعالى أن أهل الغنى والترف هم أكثر من يكذب بالرسل من القرى فقال تعالى: - "وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ {سبأ/34}". - " وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ {الزخرف/23}". 34- أخبر تعالى أنه لو آمن أهل القرى لكان خيرا لهم: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {الأعراف/96}".
35- بيان قدرة الله تعالى الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وما ليعجزه شيء وإن كان ليقول كن فيكون فكان لكنه يعلمنا الصبر. 36- تنزيه الله تعالى عن صفات النقص من تعب وعجز. 37- يجب علينا أن نعادى من يعادى ربنا ولا يصح لنا إيمان بسبب ذلك (عقيدة الولاء لأولياء الرحمن والبراء من حزب الشيطان وأعداء الرحمن). 38- قدرة الله العظيمة بالإحياء والإماتة فهما من صفات الربوبية.
39- اثبات البعث والجزاء والحساب والنفخ في الصور والإحياء والإماتة وأن المرد الى الله تعالى.
40- الحشر ميسورعلى الله تعالى وجميع الخلائق ستحشر حتى البهائم " وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ {التكوير/5}- " وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ {الأنعام/38}". 41- المرجع والمرد إلى الله. 42- يحشر الناس حفاة عراة غرلاً (أي غير مختونين).
انتهى الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع بإذن الله
| |
|
جنى سيد
¤° مشرفه عامه °¤
عدد المساهمات : 248
| موضوع: رد: قبسات من سورة ق الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 7:38 pm | |
| ثامناًً: الفوائد الإيمانية المستفادة من سورة (ق)
1- بعث القلوب كبعث الأرض الميتة بالماء الذى هو من أثر رحمة الله عز وجل،فعند نزول الرحمة من الله تبارك وتعالى يحيا القلب فإذا حيا القلب ذل وانكسر وأناب إلى الله، فإذا أناب إلى الله تذكر وأفاق واهتدى إلى سواء الصراط‘ فإذا صار هكذا جاء إلى الله بقلب منيب فقيل له:ادخل الجنة.
2- غربة الدين في هذا الزمان في كل مكان، فالأكثرية ليسوا على الجادة وهذه سنة كونية، قال تعالى:" وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ {يوسف/103}، وقال الله عز وجل أيضا:" وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ {الأنعام/116}".
3- النصر لهذا الدين وإن تأجل أو تأخر ، فالغلبة لأهل الإيمان ، والله سبحانه وتعالى لن يضيعنا وسيمحق الباطل ويرفع الحق " وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ {الحج/40}"..
4-وجوب الحذر من تكذيب الرسل حتى لا يصيبنا ما أصاب الأمم السابقة.
5-العبرة بالإيمان والعمل الصالح لا بالأحساب والأنساب.
6- أن كل عمل ابن ءادم يحصى عليه ويكتب.
7- النجاة من سكرات الموت تكون بإمساك اللسان.
8- لزوم الاستعداد للموت قبل قدومه، فالموت يأتى فجأة والقبر صندوق العمل.
9- وجوب الحذر من القول أوالفعل السئ فأمسك عليك لسانك:
§قال سعيد بن عبد العزيز: لا خير فى الحياة إلا لأحد رجلين:
(1) صموت واعٍ: يأخذ نفسه بالصمت وهو فى نفس الوقت مدرك ومتفهم لكنه يصمت لأنه يعلم أنه من صمت نجا.
(2) ناطق عارف:إن تكلم تكلم بعلم.
§قال عمروبن العاص: "الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع وإن أكثرت منه قتل".
§قال لقمان لابنه: "إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك".
10- يجب معرفة صفات أهل النار والحذر منها وتجنبها، وصفات أهل النار الست التى ذكرت فى السورة هى: الكفر والعناد ومنع الخير والاعتداء والشك والشرك:
معانى مهمة حول كل صفة من الصفات الست وكيفية التخلص منها وتجنبها:
1- كفار: قال الله عز وجل:" إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ {إبراهيم/34}" ، وإذا ذكرت لفظة الانسان فى القرءان أراد الله تبارك وتعالى به ذلك المخلوق بغير إيمان ...إذن إذا لم نكن قد حصلنا من الإيمان ما يدفعنا لشكر الرحمن...ما يجعلنا أكثر حياء وامتنان... ما يجعلنا أقرب للرحمن... فالخطر أن يكون اسمنا عند الله كفار ونحن لا ندرى.
للتخلص من هذه الصفة: أديموا شكر الرحمن واجعلوا ألسنتكم تلهج بحمده.
2- عنيد: العند صفة أهل الكبر فكن هيناً ليناً قريباً.
للتخلص من هذه الصفة:
§ التواضع لله تبارك وتعالى: اسجد واقترب، وأكثر من العبادات التى فيها تمام الذل والانكسار لله كالتبتل والدعاء بخوف وانكسار وشدة حياء.
§ التواضع للخلق: فما ترى أحداً إلا وترى أنه أفضل منك لأنك من ذنوبك على يقين ومن ذنوب الناس على شك، ولا تعارض الحق أبداً.
3- مناع للخير:
للتخلص من هذه الصفة:
§ أن نكون مفاتيح للخير مغاليق للشر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله تبارك و تعالى خزائن للخير و الشر مفاتيحها الرجال فطوبى لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر و ويل لمن جعله مغلاقا للخير مفتاحا للشر".
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 296خلاصة الدرجة: حسن.
§ أن يكون لنا باع وصلة وثيقة بأعمال البر ونلج على الله تبارك وتعالى من باب "صنائع المعروف تقى مصارع السوء"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صنائع المعروف تقي مصارع السوء و الصدقة خفيا تطفيء غضب الرب ، و صلة الرحم زيادة في العمر ، و كل معروف صدقة ، و أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة و أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة ... ". الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3796 خلاصة الدرجة: صحيح.
§ التصدق ولو باليسير.
§مراعاة حقوق العباد علينا لا سيما بر الوالدين والحقوق الأخرى كحق الزوج والزوجة والولاد وسائر حقوق العباد..إياكم وحقوق العباد فإنها تبعات وإن لها عند الله تبارك وتعالى جزاء عسير ، وذنوب التبعات تغفر كلما ازددت رحمة بالناس، ومما يكفر ذنوب التبعات أيضاً الحج فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بلال ! أنصت لي الناس . فقام بلال ، فقال : أنصتوا لرسول الله ، فأنصت الناس ، فقال : معاشر الناس ! أتاني جبرائيل آنفا ، فأقرأني من ربي السلام ، وقال : أن الله عز وجل غفر لأهل عرفات ، وأهل المشعر ، وضمن عنهم التبعات . فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ! هذا لنا خاصة ؟ قال : هذا لكم ، ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة . فقال عمر بن الخطاب : كثر خير الله وطاب" . الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1151- خلاصة الدرجة: صحيح لغيره. وكذلك لا يمنع الإنسان الخير عن نفسه بالإعراض عن سماع القرءان والمواعظ والأشياء التى تأتى بقلبه وتؤثر فيه. 4- معتدٍ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا : البغي ، و العقوق". الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2810-خلاصة الدرجة: صحيح. وللتخلص من هذه الصفة:
§ يجب علينا أن نأخذ أنفسنا بالإنصاف والعدل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {المائدة/8}".
§ والطريق إلى هذا يبدأ بعدم رؤية النفس وتذكر أن الله هو القاهر فوق عباده يقهرك على ما تريد.
§ وتذكر أن الله تبارك وتعالى قال: " يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا...." الحديث. 5- مريب: الريبة تنافى معنى اليقين ، فقد ذكر الله تبارك وتعالى التردد والريبة فى حق أهل النفاق وأهل الكفر فى آيات عديدة منها قوله تعالى : "مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً {النساء/143}" وقوله تعالى:" إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ {التوبة/45}"، أما المؤمن فيجب أن يكون من أهل اليقين ولا يتردد فى اتخاذ القرار حتى لا يقع فى أودية الباطل.
وللتخلص من هذه الصفة:
علينا بالعلم والتفكر فى آيات الله الكونية والمتلوة..فالتفكر فى خلق الله ونعمائه يورث اليقين. نموت على يقين أننا سنبعث وأن البعث من أيسر ما يكون على رب العالمين وأن هذا البعث اقتضاه كمال علم الله تعالى وكمال حكمته وكمال قدرته ويكون شعارنا "على اليقين عشت وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله.
6- الذى جعل مع الله إلهاً آخر: ذكر الشرك انتهاءً وليس ابتداءً لأن كل ما قبلها يؤدى إليها.
والتخلص من هذه الصفة:
يأتى بتدبر الخمس صفات التى قبلها والتخلص منها. قال الله تبارك وتعالى :" أنا أغنى الشركاء عن الشرك . من عمل عملا أشرك فيه معي غيري ، تركته وشركه ". الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2985 خلاصة الدرجة: صحيح. وقد كرر الله تبارك وتعالى لفظ "ألقيا" للتأكيد وللإشعار بأن ذلك كم هو موجع.
11- يجب معرفة صفات أهل الجنة والاجتهاد فى تطبيقها: والجنة توصف بأنها دار السلام فهى من كل بلية وآفة ومكروه سالمة.
وصفات أهل الجنة كما ذكرت فى السورة هى:
الأولى: أن يكون اوّابا, أي رجّاعا الى الله من معصيته الى طاعته, ومن الغفلة عنه الى ذكره. قال عبيد بن عمير: الأوّاب الذي يتذطر ذنوبه ثم يستغفر منها.وقال مجاهد: هو الذي اذا ذكر ذنبه في الخفاء استغفر منه. زقال سعيد بن المسيّب: هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب.
الثانية: قال ابن عبّاس: أن يكون حفيظا لما ائتمنه الله عليه وافترضه. وقال قتادة: حافظ لما استودعه الله من حقّه ونعمته. ولما كانت النفس لها قوّتان: قوة الطلب وقوة الامساك, كان الأواب مستعملا لقوة الطلب في رجوعه الى الله ومرضاته وطاعته. والحفيظ مستعملا لقوة الحفظ في الامساك عن معاصيه ونواهيه. فالحفيظ الممسك نفسه عما حرم عليه, والأوّاب المقبل على الله بطاعته.
الثالثة: قوله: من خشي الرحمن بالغيب, يتضمن الاقرار بوجوده وربوبيته وقدرته وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد. ويتضمن الاقرار برسله وكتبه وأمره ونهيه. ويتضمن الاقرار بوعده ووعيده ولقائه, فلا تصح خشية الرحمن بالغيب الا بعد هذا كله.
الرابعة: قوله {وجاء بقلب منيب}. قال ابن عباس: راجع عن معاصي الله, مقبل على طاعة الله. وحقيقة الانابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والاقبال عليه.
12- الفرق بين الأوبة والإنابة:
§الأوبة: يرجع عن المعصية ويقبل على الطاعة.
§الإنابة: معنى أعلى من العكوف والديمومة على الطاعة وامتلاء القلب بالمحبة. كيفية تحقيق الإنابة: ذكر الله عز وجل وصف المنيب فى سورة الرعد: " قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد/27-28}"، فحتى نحصل درجة الإنابة ونلقى الله تبارك وتعالى بقلب سليم خاضع علينا بهاتين الصفتين:
(1) تحقيق معنى الإيمان: عن طريق معرفة الرحمن بأسمائه وصفاته والتفكر فى آيات الله المتلوة والمشاهدة والسجود والدعاء. (2) اطمئنان القلب بالذكر: ذكر القلب بالتفكر والتدبر فيما ينطق اللسان من تحميد وتكبير واستغفار وتهليل وصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم. 13-الطريق إلى الله تبارك وتعالى تقطع بالقلوب‘ فلابد من غرس تلك المعانى فى القلب ولذلك قال الله تبارك وتعالى " قلب منيب"، أما باقى الطرق فتقطع بالأقدام.
14- معانى مستفادة من قوله عز وجل: " وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ {ق/31}:
§ التقوى: هو أن تعبد الله على نور وبصيرة ..
أن تعمل بطــاعة الله على نور من الله ترجو ثــواب الله، وأن تترك معصيـــة الله على نورٍ من الله تخــــاف عقــــاب الله.
§صفات المتقى:
- الذي يخشى ربه في الخلوات - يعظم ربه فيتقرب بالقربات
- يكف نفسه عن الشهوات
- يطهر قلبه من الشبهات
- يتقرب لله بما يستطيع من الطاعات
- فيحصل له ما لا يحصل لغيره من أنواع الكرامات
§ثمرات التقوى:
1-التقوى سبب لتيسير الأمر: " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق/4}".
2- الإكرام من الله تبارك وتعالى أعظم إكرام: " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات/13}".
3- التقى هو الفائز الأول وصاحب قصب السبق عند الرحمن: " وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ {القصص/83}".
4- تكفر عنه الخطايا والسيئات و يبارك الله تبارك وتعالى فى طاعاته فتعظم عند الله فى الأجر والمثوبة: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا {الطلاق/5}".
5- تكون له البشرى ويعيش فى جنة وسعادة وهناء فى الدنيا فضلاً عن الآخرة :" أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {يونس/62-64}.
6- يهتدى فى هذه الحياة فلا يعرف طرق الضلال ولا تأخذه فتنة هذه الحياة بعيداً عن الصراط: " وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {النور/52}".
7- ينجو من فتنة الدنيا وفتنة يوم القيامة: "ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا {مريم/72}".
8- تتفتح له البركات من السماء والأرض: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {الأعراف/96}".
9- يخرج منعماً من كل مأزق بعيداً عن تلك المحن ويرزق رزقاً لايحتسبه ولا يتخيله ولا يتصوره: " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق/2-3}.
10- أعظم الهدايا والجوائز: " إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ {9/4}". اللهم اجعلنا من المتقين وارزقنا التقوى
15- عبادة السر أرجى للإخلاص. 16- من علامات كمال العقل أن يعتبر الإنسان بمن قد مضى. 17- أن في هذه الآيات لعبرة لأصحاب القلوب الحية . 18-النصر مع الصبر فبالصبر واليقين تنال الأمامة في الدين. 19- الهداية بيد الله تعالى .
انتهى الجزء الرابع ويليه الجزء الخامس بإذن الله
| |
|
جنى سيد
¤° مشرفه عامه °¤
عدد المساهمات : 248
| موضوع: رد: قبسات من سورة ق الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 7:43 pm | |
| تاسعاً: الفوائد التربوية المستفادة من سورة (ق)
1- لا مجال لعقلك بدون الوحى فيجب عليك الاستسلام بترك الفطرة السليمة ثم يأتى عليها نور الوحى فيكون نور على نور ، ويجب علينا أن نجعل الوحى مقوماً للعقل حتى لا تذهب بنا الأهواء.
2- تمام الانقياد والاستسلام لله تعالى بتنفيذ أمر الشرع دون جدال وإن لم يكن على هواك.
3- كن عبدا ذليلا خاضعا منكسرا لله تعالى.
4- أدم النظر إلى السماء تحبباً وتفكراً ليزداد يقينك ومحبتك لله تبارك وتعالى.
5- خذ نفسك دائما بالوجل وقل دائما يارب تقبل ، يارب سلم.
6- طريق الاستقامه ممهد للمنيبين " وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ {غافر/ 13}".
7- الانابة تتحق بالخوف المزعج والشوق الملتهب ودوام الاحساس بالضياع ان لم تكن بمعية الله تعالى(اسجد واقترب).
8- نريد عقيدة تخاطب القلب والوجدان وتخاطب أيضاً العقل والأذهان.. عقيدة ترسخ فى القلوب فيكون هناك باعث على العمل..هذا اليقين يترسخ فى القلب بمعرفة الله رباً وإلهاً بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، فإذا ترسخ فى الوجدان والقلب كان ذلك هو المطلوب، فلا ينبغى للعقيدة أن تخاطب الأذهان فقط بأن تكون دروس العقيدة عقلانية تخاطب العقول فقط دون القلوب.
9-اياك أن تكون مكذبا تكذيبا داخليا لهوى فى نفسك وأنت لا تدري.
10- إياك والتردد في اتخاذ القرار فإذا عرفت الحق فالزمه ، ولا تعرض نفسك للشبهات.
11-في ظل غربة هذا الدين فإن أرجى الأعمال الثبات حتى الممات والقبض على الجمر وإن كذبنا المكذبون.
12- يجب على الداعى إلى الله أن يبدأ بالتوحيد وأصول الاعتقاد.
13- من أساليب الدعوة تذكير الناس بهلاك الأمم السابقة التي منها العبرة والعظة (السعيد من وُعظ بغيره والسعيد من جُنب الفتن).
14- الغالبية من الناس يمكن أن يصلوا بالدعوة إلى منزلة الإسلام أما منزلة الإيمان والإحسان فقليل من يصلون إليه.
15- لا تمنن تستكثر : فلا تمنن على الله بالعمل الصالح. 16- 1صطفاء الله تعالى للعبد يكون بالإيمان وليس بالمال والأولاد
17- لا تحدث نفسك بما يبغضه الله تعالى من الخطرات وراقب الله تعالى .
§ومعنى المراقبه يشمل:
(1) لزوم الحياء من الله تعالى ومن الملائكة، بحفظ الخطرات.
(2) حفظ اللسان فهو طريق الاستقامة.
(3) لا تتكبر ولا تعترض ولا تتحايل فإن ذلك يضعف اليقين والإيمان.
18- طريق اليقين يبدأ من عدم الالتفات والاعتراض ويحصل بالاستجابه لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
19- يوم الوعيد شاق فماذا أعددت له؟
20- أدِ الحقوق لأصحابها من الوالدين والزوج والأرحام.-ادع بتضرع واخشع في صلاتك-ابعد عن الشك والريبة و الشبهات.-احذر من القول والفعل السيء.
21- ليس عليك أن تخطو كل الخطوات التي توصلك للطريق بل فقط اخطُ خطوة وسيقبل الله عليك بضعفها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يرويه عن ربه ، قال : ( إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا ، وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة) (الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7536-خلاصة الدرجة: صحيح).
22- تقرب إلى الله تعالى بكل ما تستطيع من أنواع القربات من ذكر وقراءة قرآن....
23- الجنة تدنو منك فإياك والبعاد : "يقول ربكم : يا ابن آدم ! تفرغ لعبادتي ، املأ قلبك غنى ، واملأ يديك رزقا ، يا ابن آدم ! لا تباعد مني ، أملأ قلبك فقرا ، وأملأ يديك شغلا". الراوي: معقل بن يسار المزني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3165-خلاصة الدرجة: صحيح .
24- فى الطريق إلى الله تبارك وتعالى لا تعرف كلمة اليأس مهما بلغت ذنوبك..مهما باغت معاصيك..وإن كنت أشقى الخلق فأمامك فرصة ذهبية لكى تكون عند الله نعم العبد (نعم العبد إنه أواب)، فالله تبارك وتعالى يحب العبد المنكسر المتذلل المستشعر لآفاته وعيوبه وخطاياه الذى يستغفر الله كلما أذنب ويحسن الظن بربه...الأواب الذى إذا عقل تذكر فإذا ذكر بالله اتعظ وغذا ذكر بالله وقيل له يا عبد الله اتق الله لم تاخذه العزة بالإثم بل تذكر وانكسر وآب إلى ربه تبارك وتعالى لاييأس ولا يمل.
25- علينا بديمومة الذكر حتى لا تزيد أوقات الغفلات وعلينا بتجديد التوبة حتى لا تكتب علينا تلك الهفوات والغفلات.
26- احفظ الله يحفظك..فاحفظ نعم الله عليك ولا تتغافل عن الأوامر وحافظ على صلاتك وذكرك ووردك ، وحسن خلقك. 27-عليك بعبادة السر فإنه أرجى للإخلاص.
28- لا تغضب.. لا تغضب.. لا تغضب مهما استُفززت ، وتعلم الحلم واصبر وصابر ورابط وتخلق بخلق العفو والمسامحة ودع ربك يدبر لك أمرك واصبر على هذه الإساءات من قِبل الناس فقد قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم).
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3273- خلاصة الدرجة: صحيح.
29-أعظم الأسباب الموصلة للصبر والثبات : الذكــــــــــر والصــــــــــــلاة
فاعتني أشد العناية بـ: * صلاتي الفجر والعصر في وقتها وحافظ على خشوعها وأتم أركانها .
** صلاة الليل. ** جلسة بعد الفجر الى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتي الضحى لتأخذ أجر الحجة.
** أذكار الصباح والمساء ، وأذكار دبر الصلوات.
** سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب : فحافظ على الأذكار في هذه الاوقات ( بعد الفجر وبعد العصر إلى المغرب).
قال سفيان الثورى: "أفضل الذكر تلاوة القرءان فى الصلاة ثم تلاوة القرءان فى غير الصلاة ثم الصوم ثم الذكر".
29- فى أمر الدعوة يجب علينا أن نعلم أن هداية الناس ليست موكلة لنا وليست فى مقدورنا فالدعاة مبلغون عن الله تبارك وتعالى فقط "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص/56 }"، فالهداية بيد الله تبارك وتعالى (هداية التوفيق) والرسول صلى الله عليه وسلم - فضلاً عن الدعاة إلى الله – لايملك أن يهدى أحداً، فلا يملكون إلا البلاغ (هداية الدلالة فقط).
30- أعظم الوسائل التي على الدعاة أن يستخدموها في دعوتهم هي التذكير بالقران، فهذا أصل من أصول الدعوة، فإذا لم يعتبر المدعو فهناك خلل فى المعادلة:
(1) إما أننا لا نستخدم أسلوب التذكير بأسلوب صحيح فلا نذكر بالقرءان.
(2) أو يكون المدعو ليس فيه هذه الصفة القابلة أنه يخاف وعيد الرحمن.
31-لا ينتفع ولا يستفيد من التذكيرالقرءان إلا من اتبعه وخاف وعيده وعمل به " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا {الإسراء/82}".
تم بحمد الله ومنته الجزء الخامس والأخير
وسأحاول رفع الملف كاملاً بصورة وورد على الموقع إن شاء الله لمن أراد أن يقرأ الموضوع كاملاً
"اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علماً"
| |
|